سورة الأعراف - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأعراف)


        


قوله عز وجل: {يَا بَنِي ءَادَمَ لاَ يَفتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ} وهذا خطاب توجه إلى من كان من العرب يطوف بالبيت عرياناً، فقيل لهم لا يفتننكم الشيطان بغروره كما فتن أبويكم من قبل حتى أخرجهما من الجنة، ليكون إِشعارهم بذلك أبلغ في الزجر من مجرد النهي.
{ينزعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أن لباسهما كان أظفاراً تستر البدن فنزعت عنهما وتركت زينة وتبصرة، قاله ابن عباس.
الثاني: أن لباسهما كان نوراً، قاله وهب بن منبه.
والثالث: أن نزع عنهما لباسهما من تقوى الله وطاعته، قاله مجاهد. {لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا} فيه قولان:
أحدهما: أجسادهما من العورة حين خرجا من لباسهما، وهو مقتضى قول ابن عباس.
والثاني: سوأة معصيتهما حتى خرجا من تقوى الله وطاعته، وهو معنى قول مجاهد.
{إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنَ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ} فيه وجهان:
أحدهما: قومه، وهو قول الجمهور.
والثاني: جيلُهُ، قاله السدي.
{مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ} يحتمل وجهين:
أحدهما: من حيث لا تبصرون أجسادهم.
والثاني: من حيث لا تعلمون مكرهم وفتنتهم.


قوله عز وجل: {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا ءَابَآءَنَا} في هذه الآية ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنها وردت في العرب الذين كانوا يطوفون عراة، والفاحشة التي فعلوها كشف العورة، وهذا قول أكثر المفسرين.
والثاني أنها في عبدة الأوثان، والفاحشة التي فعلوها الشرك، قاله الحسن.
والثالث أنها اتخاذ البَحِيْرَةِ والسائبة والوصيلة والحام، قاله الكلبي.
قوله عز وجل: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ} فيه وجهان:
أحدهما: بالصدق.
والثاني: بالعدل.
{وَأقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: معناه توجهوا حيث كنتم في الصلاة إلى الكعبة، قاله مجاهد.
والثاني: معناه اجعلوا سجودكم خالصاً لله تعالى دون ما سواه من الأوثان والأصنام، قاله الربيع بن أنس.
والثالث: معناه اقصدوا المسجد في وقت كل صلاة، أمراً بالجماعة لها، ندباً عند الأكثرين، وحتماً عن الأقلين.
والرابع: أن أي موضع أدركت فيه وقت الصلاة فصل فيه فإنه مسجد ولا تؤخرها إلى حضور المسجد.
{وَاْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} يحتمل وجهين:
أحدهما: يعني أقروا له بالوحدانية وإخلاص الطاعة.
والثاني: ارغبوا إليه في الدعاء بعد إخلاصكم له الدين.
{كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: كما بدأكم شقياً وسعيداً، كذلك تبعثون يوم القيامة، قاله ابن عباس.
الثاني: كما بدأكم فآمن بعضكم وكفر بعضكم، كذلك تبعثون يوم القيامة. روى أبو سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تُبْعَثُ كُلُّ نَفْسٍ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ».
والثالث: كما خلقكم ولم تكونوا شيئاً، كذلك تعودون بعد الفناء أحياء، قاله الحسن، وابن زيد.
والرابع: كما بدأكم لا تملكون شيئاً، كذلك تبعثون يوم القيامة.
روى سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرلاً وَأَوَّلُ مَنْ يُكَسَى إِبْرَاهِيمُ عَلَيهِ السَّلاَمُ» ثم قرأ {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلينَ} [الأنبياء: 104].


قوله عز وجل: {يَا بِنِي ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمُ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: أن ذلك وارد في ستر العورة في الطواف على ما تقدم ذكره، قاله ابن عباس، والحسن، وعطاء، وقتادة، وسعيد بن جبير، وإبراهيم.
والثاني: أنه وارد في ستر العورة في الصلاة، قاله مجاهد، والزجاج.
والثالث: أنه وارد في التزين بأجمل اللباس في الجمع والأعياد.
والرابع: أنه أراد به المشط لتسريح اللحية.
{وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ} يعني ما أحله الله لكم.
ويحتمل أن يكون هذا أمر بالتوسع في الأعياد.
{وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسُرِفِينَ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: لا تسرفوا في التحريم، قاله السدي.
والثاني: معناه لا تأكلوا حراماً فإنه إسراف، قاله ابن زيد.
والثالث: لا تسرفوا في أكل ما زاد على الشبع فإنه مضر، وقد جاء في الحديث: «أَصْلُ كُلِّ دَاءٍ البردة»، يعني التخمة.
ويحتمل تأويلاً رابعاً: لا تسرفوا في الإنفاق.
وقوله: {إِنَّهُ لاَ يحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} يحتمل وجهين:
أحدهما: لا يحب أفعالهم في السرف.
والثاني: لا يحبهم في أنفسهم لأجل السرف.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8